أخبار الكركرية

جامعة ييل الأمريكية تستضيف الشيخ محمد فوزي الكركري في ورشة عمل حول ديوان ترجمان الأشواق – ابن عربي

‎جسر بين المعرفة الصوفية والأكاديمية: الشيخ سيدي محمد فوزي الكركري (قدّس الله سرّه) يترأس ورشة عمل في جماعة ييل في شعر ابن عربي الصوفي

‎في إطار سعي مؤسسة الكركري للدراسات الصوفية إلى تحقيق التكامل بين البحث الأكاديمي والتجربة الصوفية الحيّة، حلّ سيدي الشيخ محمد فوزي الكركري (قدّس الله سرّه) ضيفًا على مركز ماكميلان للدراسات الدولية بجامعة ييل، حيث ترأس في 12 فبراير 2025 ورشة عمل حول ديوان “ترجمان الأشواق” لابن عربي.

‎شهدت الفعالية حضور نخبة من الأساتذة والباحثين والطلاب من مختلف التخصصات، من بينهم البروفيسور ترافيس زاده رئيس قسم الدراسات الدينية بجامعة ييل، والأستاذة جين ميكلسون أستاذة الأدب الفارسي بقسم دراسات الشرق الأدنى. وقد تناولت الورشة موضوعات الفناء والحب الصوفي كما جسّدها ابن عربي في شعره، حيث قدّم الشيخ الكركري قراءة معمّقة لإحدى أكثر قصائد الديوان إثارةً للاهتمام في الأوساط الأكاديمية، محلّلًا أبعادها اللغوية ورموزها الصوفية العميقة. وأوضح في سياق حديثه كيف يمكن للتكامل بين البحث الأكاديمي والتجربة الصوفية أن يثري فهمنا للنصوص الإسلامية العرفانية.

‎إطلاق موقع مجلة نُور وتقديم العدد الأول من مجلة نُون

‎من أبرز محطات هذه الأمسية الإعلان عن إطلاق الموقع الرسمي لمجلة نُور الأكاديمية، إلى جانب تقديم العدد الأول من مشروعها الجديد: مجلة نُون. وقد استعرض هذا الإصدار الدكتور رامي كوجة، الباحث في مركز كامل لدراسة القانون والحضارة الإسلامية بجامعة ييل ورئيس تحرير المجلة.

‎مجلة نُون هي مجلة غير أكاديمية تُعدّ من الإصدارات الصوفية الرائدة في القرن الحادي والعشرين، إذ تمثّل منصة تتيح للصوفيين المعاصرين مشاركة تأملاتهم الروحية واللاهوتية، ورؤاهم الشخصية، وتجاربهم في الطريق إلى الله، إضافةً إلى التعبيرات الفنية التي تنبع منهم خلال مسيرتهم الروحية. تحت إشراف سيدي الشيخ محمد فوزي الكركري (قدّس الله سرّه)، تسعى نُون إلى بناء مجتمعٍ من المفكرين الصوفيين تجمعهم حكمةٌ مشتركة وغايةٌ تتمثل في النمو الروحي، مفسحةً المجال أمام أصواتهم لإثراء الخطاب العلمي والمعرفي والفلسفي والديني المعاصر.

‎وانطلاقًا من هذا المفهوم، تعمل مجلة نُون على مدّ الجسور بين التراث الصوفي والواقع المعاصر، مبرزةً جماليات التصوف وعمقه المعرفي ضمن سياق متجدد يتفاعل مع تحديات الزمن.

‎نتوجّه بالشكر لجميع الباحثين الذين أسهموا في إثراء العدد الأول بإسهاماتهم الكتابية والمرئية، وندعوكم لاكتشاف محتواه عبر الرابط التالي:
‎🔗 قراءة العدد الأول من مجلة نُون: https://www.nur-journal.org/nun

‎استمرار التواصل الأكاديمي

‎يأتي هذا اللقاء في جامعة ييل ضمن جولة أكاديمية أوسع تنظمها مؤسسة الكركري للدراسات الصوفية في أهم الجامعات الأمريكية. فقبل هذه المحطة، قدّم الشيخ محاضرات في جامعة شيكاغو حول علم النفس الإسلامي والفلسفة الصوفية الوجودية، كما شارك في جامعة إنديانا بلومنجتون بندوتين علميتين تناولتا أهمية الخرقة المرقّعة في التراث الصوفي ودورها في التكوين الروحي للمريدين.

‎عبر هذا الحوار الأكاديمي المتواصل، تسعى مؤسسة الكركري للدراسات الصوفية إلى تعزيز الجسر القائم بين الممارسة الصوفية والبحث الأكاديمي الجادّ، لضمان بقاء التصوف رافدًا حيويًا في الخطاب الفكري المعاصر، يجمع بين البحث النظري والتجربة الحيّة ضمن تكامل يفتح آفاقًا جديدة للإدراك والفهم.

‎جامعة ييل: صرح أكاديمي عالمي في البحث والفكر

‎تُعدّ جامعة ييل واحدةً من أبرز الجامعات في العالم وأعرقها، إذ تأسست عام 1701 لتكون ثالث أقدم جامعة في الولايات المتحدة. لطالما كانت ييل مركزًا للتميّز الأكاديمي، فهي تحتضن نخبة من الباحثين من تخصصات متنوعة، وتضم إحدى أكبر المكتبات الجامعية عالميًا، إضافةً إلى مراكز بحثية متخصصة في الدراسات الدينية والفلسفية، على غرار مركز ماكميلان للدراسات الدولية والمناطقية ومركز كامل لدراسة القانون والحضارة الإسلامية.

‎قدمت ييل العديد من الشخصيات المؤثرة في مجالات السياسة والقضاء والفكر، من بينهم خمس رؤساء أمريكيين وعدد من قضاة المحكمة العليا، فضلًا عن شخصيات أدبية وفنية بارزة كالحائزة على جائزة نوبل توني موريسون والفنانة ميريل ستريب. كما سجلت الجامعة 68 جائزة نوبل عبر تاريخها، ما يبرز عمق حضورها في عالم الابتكار والإبداع.

‎في مجال الدراسات الإسلامية والصوفية، تضم ييل أقسامًا متميّزة تهتم بالحضارة الإسلامية في مختلف أبعادها، يشرف عليها نخبة من الأساتذة مثل ترافيس زاده رئيس قسم الدراسات الدينية، وكيفين فان بلادل رئيس قسم دراسات الشرق الأدنى، وشَوكت توراوا الأستاذ الباحث في الأدب العربي، وسوبريا غاندي المتخصصة في تاريخ الفكر الإسلامي في الهند، وجين ميكلسون الأستاذة الباحثة في الأدب الفارسي الإسلامي.
‎يشكّل هذا التنوع الأكاديمي أرضًا خصبة لتعميق الدراسات الصوفية، وتسليط الضوء على دورها ضمن الحوارات الفكرية عبر التاريخ.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى