بدعوة من جامعة إنديانا بلومنجتون الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي.
بدعوة من جامعة #إنديانا بلومنجتون الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في #مؤتمر #أكاديمي .
انطلاقًا من رؤية مؤسسة الكركري للدراسات الصوفية الساعية إلى مدّ جسور متينة بين الحقل الأكاديمي والتجربة الصوفية الحيّة، يواصل سيدي الشيخ محمد فوزي الكركري قدس الله سره عقد سلسلة من اللقاءات والحوارات الفكرية في الجامعات حول الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف فتح آفاق جديدة لدراسة التصوف والتراث الروحي والفكري في الإسلام ضمن إطار بحثي رصين. وفي هذا السياق، تسعى المؤسسة إلى تقديم التصوف كحقل معرفي وروحي قابل للنقاش الأكاديمي الجاد، والتفاعل مع الباحثين لربط المسافات بين المقاربة النظرية والتطبيق العملي للتجربة الروحية.
وفي يوم 8 فبراير 2025، بحضور نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين من تخصصات متنوعة، شارك الشيخ الكركري في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا – بلومنغتون العريقة، حيث تمّت دعوته للقيام بمحاضرة حول الأبعاد الباطنية للباس الديني. شهدت الجلسة مشاركة البروفيسور يوسف كيسويت من جامعة شيكاغو والبروفيسورة ماريا هاملتون أبيغوندي، حيث قدّم الشيخ الكركري قراءة صوفية معمّقة لـالخرقة المرقعة بصفتها أصل من أصول الطريقة الكركرية. وأشار إلى دور هذه الممارسة في توجيه السالك نحو تهذيب النفس من خلال مخالفتها والاتصاف بصفات التواضع والمحبة، مؤكدًا إحياء الطريقة الكركرية لهذا الركن من أركان التصوف في العصر الحديث.
من جانبه، قدّم البروفيسور كيسويت نظرة تاريخية إلى مفهوم الخرقة المرقعة في التراث الصوفي، مشيرًا إلى علاقتها بممارسات روحية تعود الى زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم كـمجاهدة النفس ومحاربة الأنا. وأكّد أنّ الطرق الصوفية استخدمت عبر كل الأزمنة السابقة هذا الأصل لأغراض تربوية وإرشادية، وأنّ العودة إلى إحيائها في القرن الحادي والعشرين تمثّل امتدادًا طبيعيًا للمبادئ الصوفية الاصيلة.
أمّا البروفيسورة ماريا هاملتون أبيغوندي، فتناولت الأبعاد الثقافية للباس في الشعوب الأفريقية، مركّزةً على رمزية الملابس التقليدية في غانا، الكونغو، والسودان وغيرها من المناطق الأفريقية التي هُجِّر سكانها إبّان الحقب الاستعمارية.
حضر المؤتمر أساتذة باحثين وطلاب جامعيين من مختلف جامعات أمريكا من ابرزهم الدكتورة هيذر أكو وهي مؤرخة للأزياء والملابس وتعمل كأستاذة مساعدة في تاريخ الفن والأنثروبولوجيا واللغات والثقافات الشرق أوسطية، وهي عضو في برنامج الدراسات الأفريقية وبرنامج الدراسات الإسلامية ومركز دراسات الشرق الأوسط، وعضو أساسي في برنامج الماجستير في إدارة المتاحف في جامعة إنديانا بلومنجتون وأيضا الذكتور طارق مسعود قادر وهو كاتب ومؤلف وباحث في العلوم الإسلامية، حاصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة جورج واشنطن ثم على درجة الماجستير في الثقافة الهندية الإسلامية من جامعة هارفارد. حيث يعمل الآن في مركز أبحاث جلال الدين الرومي بجامعة مولانا (الرومي) بتركيا.
تمت رعاية هذا اللقاء من طرف مشروع المنح الدراسية العامة لأصوات المسلمين، وبرنامج الدراسات الأفريقية بنفس الجامعة، ومؤسسة الكركري للدراسات الصوفية.
امتداد لفعاليات سابقة:
يأتي هذا اللقاء الجامعي في إطار الزيارة المتواصلة للشيخ قدس الله سره إلى القارة الأمريكية، والتي تهدف إلى تعزيز دور مؤسسة الكركري للدراسات الصوفية في الحوار الأكاديمي على أعلى المستويات، وترسيخ بصمتها في مجال البحث العلمي في أرقى الجامعات الأمريكية. فقد سبق للشيخ قدّس الله سرّه أن مثّل المؤسسة في ثلاث فعاليات بجامعة شيكاغو، من بينها لقاء نظمه مركز مارتي للأبحاث العلمية عُقد بالتعاون مع البروفيسور جيفري كريبل من جامعة رايس. وتطرّقت هذه اللقاءات إلى قضايا فلسفية عميقة ومسائل وجودية تعسر على العقل الإنساني حلها عبر العصور. تم ذلك إضافةً إلى ندوات مغلقة حول علم النفس الإسلامي والمباحث العرفانية في الإسلام، وقد لاقت هذه التحركات للمؤسسة اهتمامًا واسعًا من قِبل الأكاديميين والمهتمين بالدراسات الدينية عامة.
بهذا، تواصل مؤسسة الكركري للدراسات الصوفية مدّ جسور التفاهم والتبادل المعرفي مع الجامعات والمراكز البحثية، سعيًا إلى تكريس مكانة التصوف ضمن المنظومة الأكاديمية المعاصرة وإبراز أهمية إدراج الروح الإنسانية، المبنية على الاسس المعرفية السليمة، في منظومة الانتاج العلمي.