بسم الله الرحمن الرحيم
مجالس الشيخ العارف بالله المحقق سيدي محمد فوزي الكركري رضي الله عنه
مجلس الجمعة: 16 ذو القعدة 1435هـ الموافق ل 12 شتنبر 2014م
الحضرة الموساوية: علم الألف تتمة
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن سيدنا موسى مع الخضر عليهما السلام: رحمة الله علينا وعلى موسى لو صبر على صاحبه لرأى العجب ولكنه قال فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا
فكان سيدنا موسى عليه السلام يتعجب في كل ما أظهره له سيدنا الخضر عليه السلام فأظهر له:
خرق السفينة
قتل الغلام
بناء الجدار
وهذه الثلاث مراتب التي أبداها الخضر عليه السلام هي أصل السلوك إلى الله تعالى فلابد من خرق سفينة العوائد وقتل غلام الهوى والنفس للحصول على الكنز المودع فيك ( فمن عرف نفسه عرف ربه ) ثم بناء الجدار حتى لا يظهر السر لغير أهله…فسيدنا موسى عليه السلام اجتمع مع الخضر بأمر إلهي فالحق سبحانه وتعالى هو الذي زكى الخضر عليه السلام لكليمه فقال تعالى : (آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) ورغم هذه التزكية الربانية للعبد الرباني الخضر عليه السلام إلا أن سيدنا موسى عليه السلام ترك صحبة الخضر عليه السلام بعدما انخرم الشرط الذي كان بينهما و الوفاء بالشروط عند الأنبياء فرض واجب…فكان الخضر عليه السلام قد اشترط عليه أن يتبعه ولا يسأله وبعد مرور المراحل الثلاثة بينهم كان الفراق وفي الحقيقة سيدنا موسى هو الذي طلب الفراق بقوله فلا تصاحبني
ولقد كان الخضر رضي الله عنه يعلم أن موسى عليه السلام رسول أرسله الحق إلى قومه فقد روي أن موسى عليه السلام لما وصل إليه قال : السلام عليك ، فقال : وعليك السلام يا نبي بني إسرائيل ،فقال موسى عليه السلام : من عرفك هذا ؟ قال : الذي بعثك إلي … فكان كل منهما له علم لا يعلمه الأخر
فاجتمع بحر العلم الرسالي بكنه سيدنا موسى عليه السلام وبحر العلم اللدني بكنه سيدنا الخضر رضي الله عنه فذاك هو مجمع البحرين اللذين التقوا عنده…ولقد كان سيدنا الخضر رضي الله عنه يظهر عجائبه على نعت الأدب اللائق مع الأنبياء فكان يبين ما ينفع الرسول عليه السلام الذي أمر الله بوجوب إتباعه…فهما معا الكمال الذي يحصل في العلم بالله تعالى في دائرة الرسالة و دائرة الولاية لذلك لم يجتمعا بعد ذلك مع العلم أن ولاية الولي أقل سعة من ولاية النبي…أما أحكام الرسالة فتنقضي بانقضاء الدنيا إذ ليس في الأخرة عمل إنما هي دار جزاء فمن اتبع الرسل في الدنيا كان من السعداء في الأخرة ومن لا فلا، وأمره في مشيئة الله تعالى…أما أحكام الولاية فتبقى صالحة في الدنيا و الأخرة لأنها ترقي في العلم بالله، والعلم بالله تعالى لا نهاية له لا في هذه الدار ولا في تلك الدار
ولقد كان سيدنا موسى عليه السلام ألفا مقدرا في ذاته فبحكم رسالته أخذ نصف الألف العلوي فوق برزخية الولاية وبحكم نبوته أخذ نصفه السفلي وبحكم ولايته أخذ برزخية الألف لذلك كان يحمل في يده العصا إشارة إلى الألف المقدر… لذلك كان عليه السلام قد أظهر لقومه بسلطان الألف المقدر اثنا عشر عينا قال تعالى: (فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا) البقرة الآية 60
فسقا قلوبهم العطشى باثنا عشر حرفا من حروف لا إله إلا الله وقد علم كل أناس مشربهم
وقد بدأت الكلمة المشرفة بحرف الروح (لا) إشارة إلى العجز عن معرفته والحيرة فيه سبحانه وتعالى…وفيما يلي رسم بياني لاتساع دائرة الولاية في الألف المقدر من خلال قراءة زاوية أخرى لمشاهدة الفقير الذي اجتمع بروحانية سيدنا موسى عليه السلام وسيدنا يوسف عليه السلام ولقد سبق أن ذكرناها…فنكتب الاسم كالعادة
ثم نبين كيف تتسع الولاية في الألف المقدر انطلاقا من نقطة برزخيتها في الألف هكذا للتقريب
فالسالك في سيره يرتقي حتى يصل إلى مساس الألف بحكم القراءة الهائية فيستقر في برزخية الولاية فمن وصل إلى هناك عليه أن يبني جدارا فإذا بناه وأتقن بناؤه يعطي لك ألفا مقدرا…أما الوصول إلى الألف الأصلي فيكون بعد قراءة كل حرف من حروف الاسم بعشر قراءات