سمعت حبيبي وشيخي الإمام الختم سيدي محمد فوزي الكركري قدس الله سره يقول
موت الغافل مرة واحدة في عمره…وموت العاشق مرة بعد مرة في حياته
من مدد صاحب هذه الحكمة عليه رضوان الله أقول
موت الغافل نهاية وموت العاشق بداية موت الغافل إنقطاع وموت العاشق إتصال موت الغافل حرمان وموت العاشق عطاء موت الغافل قهرا وجبرا وموت العاشق وهبا وكسبا
الغافل يموت مرة واحدة الموتة الطبيعية التي قهر الله بها كل المخلوقات والعاشق يموت عن شهواته وإدباره ويحيا بطاعته وإقباله ثم يموت عن ملاحظة كل ذلك منه ويحيا بشهود توفيق الله له في حركاته وسكناته يموت عن رؤية فعله ويحيا بشهود فعل الحق ثم يموت عن صفاته ويحيا بشهود صفات خالقه يموت عن ملاحظة الكائنات ويحيا بشهود ذي العظمة والرحمات
وهكذا ينتقل من موت إلى حياة ومن حياة إلى موت حتى تخرج روحه من جسده بالموت الإظطراري ولايزال يموت ويحيا فهو في فضل الله يتقلب فالعاشق موته زيادة لأنه قد تعلق في دنياه بمن لا نهاية لكماله ولا حد لجماله ولاعد لجلاله ليس كمثله شيئ سبحانه
لن تعرفه حتى تموت ولن تموت حتى تعشقه ولن تعشقه حتى تكون كلك قلبا ينبض بمحبته حتى تكون كل ذرة فيك عاشقة ومحبة فاللهم لا تجعل حظي منك وفيك لساني فقط وإجعل كلي بكلك مشغول لسان لك ذاكرا وجوارحي لك طائعة وفهمي وعقلي وكياني عنك مقتصرا وقلبي لك مسكنا وروحي فيك هائمة وسري لك ساجدا يامن أوجدني من العدم وغطاني بفضله وكرمه إقبلني على عوجي إقبلني على عرجي إقبلني على نقصي وضعفي وجهلي إقبلني كما أنا أحجبني عن كل شئ سواك أعوذ بك منك يا الله الله الله وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما