حدثنا الحبيب الحسيب النسيب سيدي محمد فوزي الكركري رضي الله عنه…فقال
مسجدك هو قلبك…فإحفظه أو ضيعه
مولانا قدس الله سره ينبهنا في هذه الحكمة المباركة على مجمع الخير كله و نقطة الوصل بين الحق والخلق…إنه القلب هذه اللطيفة الربانية العجيبة…فإن شئت أن تبنيه …فإسمع مني ثمن بنائه و المواد التي تحتاج لبنائه وثمرة بنائه
فأما ثمنه فكن من الإياس منك متحققا…وإركب صهوة التبري من حولك وقوتك… وغض بصرك عن المخلوقات…وكن ككرة ملعقة بين السماء والأرض توشك أن تسقط…ولا يمسكها إلا الله… حتى تجمع همك على الله وحده…فهذا رأس مالك الذي ستشتري به مواد البناء
وعندئذ إقصد الوارث المحمدي…وإنطرح على بابه مشمرا للخدمة…لتعطى ماء الحياة…فإبدأ في البناء وخذ لبنة من الصدق…ولبنة من المحبة…وإجعل بين اللبنة واللبنة إسمنت المجاهدة …حتى يصعد البناء متامسكا…ولا ينتقص منه ماء الحياة بل يزيد…عندئذ تكون قد بنيت مسجدك القلبي…فإدخل فيه بكلك حتى تصير انت قلبا
هناك تكبر تكبيرة الإحرام…فتمحي السوى من مشهدك…وتدخل في صلاة دائمة…تصلي صلاة الأزل على سجادة الأبد…وتسمع حينئذ منك صوت بلى…فمن بنى لله مسجدا…بنى الله له مسجدا في الجنة…وهي جنة المعارف والأسرار متحلية بحلل الأنوار…فهذه ثمرة بنائه
وتكون المحافظة عليه بالوفاء بالعهد وصدق المتابعة…ويضيع بنساينه وتركه ظلمة…ينفث فيه إبليس خبائثه