للسياحة في البراري والقفاري ذوق ولذة لا يدركها إلا من عاشها، شأنها شأن العسل لا يوصف إلا ذوقا ولا يدرك إلا اكلا فهي أي السياحة أصل أصيل من مرتكزات التصوف إذ بها يحس الانسان بالجائع والمتشرد والفقير وذو الحاجة، فمن أراد أن يكون محمديا وجب عليه ان يحس بعالمه إذا الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه كما نقل صاحب كتاب النفحات الأقدسية يقول “ إن أحدكم ليشاك بالشوكة فأجد ألمها “. من هذا المنطلق وابتغاء لمرضات الحق وطلبا لهدنة النفوس وأمن البلاد والعباد قام فقراء النسبة الكركرية شرفها الله بسياحة صوفية في رمضان الأبرك ما بين مدينتي الرباط حفظها الله ومكناس منقسمين على فرقتين فرقة انطلقت من ضريح المغفور له بإذن الله جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه وفرقة انطلقت من مدينة مكناس من ضريح العارف سيدي الهادي بن عيسى قدس الله سره. فكانت سياحة ذكر وفكر ودعاء وابتهال اتباعا لتوصيات مولانا الشيخ قدس الله سره حتى تهدأ النفوس ويعم الأمن والسلام وترتاح القلوب ويبقى هذا الوطن الحبيب دائما رمزا كما كان وكما سيظل منارة للأمن والتعايش والانفتاح والمحب. نسأل المولى جل وعلا يديم علينا نعمه ويعرفنا إياها بدوامها لا زوالها ويحفظ هذا البلد ملكا وشعبا إنه بالإجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين