نجاح التربية الروحية للزاوية الكركرية في إصلاح أفراد المجتمع يشع من البرازيل
يقول مولانا الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره ” رُبَّمَا نَظَرْتَ بِمِنْظَارِ الوَحْدَانِيَّةِ فَاسْتَوَى عِنْدَكَ الخَلَائِقُ لِتَمَاثُلِ أَسْمَاءِ الحَقَائِقِ , فَإِذَا كُشِفَ الغِطَاءُ وَتَحَدَّدَ البَصَرُ وَجَدْتَ أَحَدِيَّةَ العَيْنِ سَائِرَةً بَيْنَ الصُّوَرِ دُرَّةً قَدِ احْتَوَتْهَا صَدَفَاتُ الأَثَرِ بِسِرِّ ”اسْتَطْعَمْتُكَ عَبْدِي فَلَمْ تُطْعِمْنِي”.
لم تبرح بعد المبادرات الدولية للزاوية الكركرية جمهورية البرازيل , حيث أن لذّةَ السلوك التربوي الذي ماؤه العلم بالمشاهدة وثمرته المعرفة باليقين أودى بمريدي الزاوية بمدينة ساو باولو إلى الاستغراق في معاني العروج من محطة الانفراد بإصلاح الأنا نحو الدخول على نحن التي تمثلها كل طبقات المجتمع الكوني, فبعد مبادرة التبرع الغذائي المهمة التي استفادت منها العوائل الفقيرة لبلدية Ubirajara في ساو باولو أكثر مدن البرازيل تضررا من أزمة جائحة كورونا , انطلق المريدون وراء الممثل الرسمي للزاوية الكركرية بدولة البرازيل THOMAZ ALMEIDA الذي نسق مع الزاوية الأم بالعروي ليتوجهوا صوب مدينة Limeira حيث تم زيارة جمعيتين أولاهما دار لرعاية كبار السن والعجزة والمسماة “Associação Beneficiente de Amparo ao Idoso – Cantinho do Vovô” حيث استفادت باسم الزاوية الكركرية من مبادرة توزيع حاجيات النظافة الجسدية اليومية الخاصة بالمسنين, كما ردف هذه المساهمة الإحسانية مبادرة أخرى شملت جمعية مسيحية كاثوليكية فتحت دارا لرعاية الأيتام تحت إسم ” Associação Casa das Crianças Santa Terezinh” تبرع فيها المريدون بعبوات الحليب العلاجي للأطفال الذين يعانون من المشاكل الصحية , وقد شكرت إدارة الجمعيتين برسالتين مكتوبتين الزاوية الكركرية الأم في الناظور بالمغرب وشيخها سيدي محمد فوزي الكركري رضي الله عنه الذي يربي مريديه على التعاون وبذل الخيرونشر المحبة والتآزر بين كافة شرائح المجتمع دونما اعتبار للجنس واللون و العرق والدين تلاحما وتآخي ينصهر الكل فيه لتحقيق السّلم والمحبة والسعادة الإنسانية .
تجدر الإشارة هنا أن الأعمال الخيرية والمساهمات الاجتماعية التي تبذلها الزاوية الكركرية مباشرة داخل أرض المغرب أو عن طريق مريديها في كافة بقاع العالم بشتى تلونات موارد النفع وصوره كان اجتماعيا ثقافيا فنيا أو تربويا تدخل في نخاع السلوك التربوي والإدراك المعرفي للمريدين ,ونشهد هذا التوجه عند كل رجالات سند الطريقة الكركرية بدءا بسيدنا عبد السلام بن مشيش الذي كانت زاويته ولا تزال مأوى المستصرخين مرورا بتلميذه سيدنا علي بن الحسن الشاذلي الذي كانت له الجولات والصولات في نفع الخلق وبذل المعروف وهكذا سائر شيوخ السلسلة الذهبية حتى نصل إلى مولانا العربي الدرقاوي الذي يزخر التاريخ المغربي بمواقفه في الذود عن حياض الوطن واصطناع المعروف للمناضلين إلى أن نقف بين يدي مولانا سيدنا محمد بن قدور البوكيلي الجد الطيني الرابع لمولانا الشيخ محمد فوزي الكركري قدس الله سره وشيخه الخامس في سند الطريقة الكركرية والذي انتشر فضله في الآفاق بما بذله في أيام الاستعمار الاسباني من إيواء المجاهدين و إطعامهم و حض الفقراء على الدفاع عن حمى تراب الوطن حتى كان ممن تخرج على يديه من المريدين الشيخ محمد الهبري الذي لمع نجمه في الكفاح ضد المستعمر سيرا على خطى شيخه , وهكذا مريده وصاحب سره سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي المستغانمي والشيخ محمد بن المصطفى العلاوي الجزائري والذي ردّ الأمانة إلى أهلها كما جاء في رسالته إليه والمذكورة في التحفة السنية في إذنه الخاص والمطلق في التربية والإرشاد وتلقين اسم الله المفرد والخلوة للشيخ المولى الطاهر الكركري جد شيخنا سيدي محمد فوزي الكركري قدس الله سره , فعلى هذا السلوك تربى الأوائل , وفي هذا المضمار تتجدد صور ومظاهر نفع الأمة الإسلامية و الخليقة جمعاء حفاظا على ثوابت الهوية ومجاهدة للنفس والهوى قصد تحقيق الخير الذي يريده الله لخلقه ونشر الرحمة الكونية التي بثها سبحانه وتعالى في العالمين .