مظهر الإحسان في إصلاح العمران عند مريدي الزاوية الكركرية بالنيجر
يقول الله تعالى في محكم الذكر ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ” التوبة 205.
توالت مبادرات فقراء ومريدي الزاوية الكركرية في العالم في الآونة الأخيرة من هذا العام 2020 وخصوصا على الساحة الإفريقية والتي شهدت مساهمات خيرية شملت عدة مجالات ثقافية واجتماعية وأخرى تهتم بالتنمية البيئية والرعاية الصحية وكذا الانفتاح على التمويل الذاتي في الشق الاقتصادي وأخرى تربوية كان منطلقها الدروس اليومية والمذاكرات الأسبوعية في السلوك العرفاني والإيمان التفعيلي التي يأخذها المريدون عن الشيخ عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تترجم إلى اللغات الحية فيتلقفها أصحاب الآذان الواعية والقلوب الأوعية لتحرك همتهم في إصلاح النفس بتعظيم الحق و نفع الخلق وتحقيق الطهارة الفردية بخدمة المحيط الإجتماعي فيما لا يتحقق مقصود منفعته إلا به ، دروس ومذاكرات تنزلت عن حضرة نور المصطفى صلى الله عليه وسلم لتجدد معالم السنة النبوية الشريفة في تفعيل مفهوم المحبة الكونية و التي تقتضي بَذْلَكَ لأخيك الإنسان ما ترجوه لك، فأحيت نفوسا تطاول عليها زمن قيم المؤازرة والتآخي والتكافل محبة بغير نوال ابتغاء رؤية وجه ربك ذو الجلال والإكرام ، حتى عاد أهل النسبة من الطوغو و الكامرون وساحل العاج ومدغشقر وغانا والسينغال يبحثون في القرى وأهالي ضواحيهم عن مكامن البرّ ليتخذوها سلّم تقرّب إلى حضرة من قال في حق ربه عز وجل ” الخلق كلهم عيال الله وأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله ” فسعدت إحاطة حياتهم بطيب ثمرة العطاء والبذل ولا ريب وقد حفرت الآبار وغرست أشجار الفواكه والثمار وعمّر ما بني سابقا من المؤسسات الخيرية التي تستقبل اليتامى والعاجزين والأطفال في وضعية صعبة والكتاتيب القرآنية وأطلقت مشاريع الطاقة الخضراء……والخير متواصل.
ليرفع اليوم الستار على منطقة MARADI في جنوب النيجر وتحديدا في قرية KABAWA حيث تم تدشين بئر آخر في أهل قرية يبلغ تعداد سكانها أربعمائة مستفيد كفاهم الله مشقة وجهد البحث عن الماء ليكون منهج توفير الوقت والطاقة جانبا إيجابيا مستفادا في التنمية حتى يستغل في المطالب الحياتية الأخرى كما أن هذه المبادرة تدخل في إطار محاربة الأمراض المتنقلة إلى الإنسان و الحيوان عبر المياه كالتيفود، والكوليرا، والنزلات المعوية ، والالتهاب الكبدي الوبائي ، والتي تتجلى فيها الاستجابة الفعلية لتحقيق المقصد الثاني من الكليات الخمس للدين والذي هو حفظ النفس ، ثم البعد الوطني وإحياء القيم الإفريقية التي جمعت بين أهالي القرية على اختلاف دينهم وشعائرهم تحت راية التلاحم ورابطة التعايش من أجل بناء صرح الوطن و النهوض بهمم تفعيل التنمية البشرية في القارة الإفريقية ، حتى ينصلح المحيط بالكلّ . رهان تربوي ينهجه المريدون الكركريون الأفارقة يشهدون به بصمة التحول الذاتي الإصلاحي و أثره الواقعي على بساط محيطهم كما عاش أجواء الفرح به أهالي منطقة MARADI بجمهورية النيجر تبعا لما أعرب عنه رئيس المنظمة الخيرية بالنيجر سعادة الرئيس Ibrahim Massaoudou في رسالة شكره الرسمية إلى سيدنا الشيخ مولانا محمد فوزي الكركري قدس الله سره أصالة عن نفسه ونيابة عن أهالي المنطقة والممزوجة بعبارات الشكر والاحترام التي يكنها له ولضميره الإنساني الحيّ ودوره التربوي المؤصّل الفعّال في مريديه وذلك في حثهم على بذل الخير ونشر قيم المحبة و التسامح ونفع الغير سعيا وراء بناء الفرد السويّ الصالح في نفسه وللمجتمع.
رسالة تتشرف بها الزاوية الكركرية كمؤسسة دينية تشتغل في الحقل الديني بالمملكة المغربية الشريفة تحت كنف أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله هدفها تربية الفرد على قيم المواطنة والمراتب المقدسة في الدين الإسلامي الحنيف المتعارف عليه في حديث سيدنا جبريل ” الإسلام والإيمان والإحسان ” ليكون مبتدأ طريق المريد شهادة التوحيد باللسان وصولا إلى العمل بالجوارح والأركان ثم التصديق بالجنان عن مشاهدة لنور الحق في مقام الإحسان ، فيحيا على وصية الحق لسيد الخلق ” قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ”.