يقول شيخنا الحبيب النسيب الحسيب سيدي محمد فوزي الكركري رضي الله عنه
على قدر تحملك للأذى على قدر قوتك الباطنية
هنا في هذه الحكمة يضع أمامنا مولانا قدس الله سره ميزانا دقيقا يزن به السالك حاله مع الله…فيقول أنك أيها العبد لتعرف حالك مع الحق عليك أن تصبر وتتحمل الأذى من الخلق
فالأذى من تجليات الجلال وعند ورود واردات الجلال يعرف الصادق من الكذاب
الأذى نار تزعجك منك لتهرب إليه
الأذى بريد الخصوصية…وضريبة الجمال…يسلط عليك خلقه حتى لا تركن لسواه ولا تشهد معه غيره
وتحمل الأذى منزل محمدي لا يقدر عليه إلا الأكابر…فالنفس إذا شعرت بأن الخلائق لا تهتم بها ولا تكترث بها حضرت ام غابت تتضجر ولا تصبر..فإن كانت لا تقدر على هذا فكيف تقدر على تحمل الأذى الذي هو اكثر وأقسى
لذلك المريد الكركري إذا كان مع الخلق بسر الحق فإنه يعذرهم ويشفق عليهم ويتواضع لهم تعظيما لله الذي خلقهم واظهرهم من العدم في العدم
وسر الحق موضعه القلب فهو القوة التي يستمد منها العارف وبها يتحمل الأذى من الخلق…والعارف ينبغي أن يتخلق بأخلاق الرحمن في تعامله مع من يؤذيه فيكون عفوا رحيما هينا (إذهبوا فانتم الطلقاء ) ( رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) لذلك الاقوياء باطنا هم أكثر الناس تحملا للأذى