مقام الرسالة

حضرة الرسالة : سر الخلود

Want create site? Find Free WordPress Themes and plugins.

بسم الله الرحمن الرحيم

مجالس الشيخ المربي سيدي محمد فوزي الكركري رضي الله عنه

مجلس الجمعة : 8 جمادى الأول 1436هـ الموافق ل 27 فبراير 2015م

حضرة الرسالة : سر الخلود

المجلس الرابع

 

إعلم أيدك الحق بتوفيقه أن الخلود بمعنى عدم العودة إلى الوراء لذلك كان في حقهم التبليغ و الصدق…والحق سبحانه وتعالى عندما يريد أن يصطفي رسولا من خلقه فانه يمده سبحانه بالعناية وكمال التوفيق…ولكن عندما يجد الناس واحدا منهم ليس من قبيلتهم أو رجلا بسيطا ومتواضعا فحينما يأتي يوم ويقول لهم أنا رسول الله إليكم فماذا يكون رد فعل اهل القبيلة ؟ فالعقلاء منهم من أهل الفطرة النقية وجدوا وعرفوا أن لله فيض أقدسي يعطيه لمن يشاء بقدرته…فكما خلق هذا الكون الفسيح فيستطيع ان يخلق رجلا بسيطا ويعطيه الرسالة فالحق سبحانه وتعالى يقول : { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } فجل الناس يعرفون هذا المحور العقلي بأن لله فيض و إختصاص رباني يخص به من يشاء من خلقه ويبقى الأمر لهذا الشخص المرسل هل امره حقيقي ام لا ؟

فالحق سبحانه وتعالى يستطيع بقدرته الكاملة ان يصنع إنسانا في لمحة بصر ويهيئه للرسالة ولكن المشكل في المدعي…لذلك أمروه بالإتيان بالدليل فأعطاهم الدليل فعلموا أنه وحي منزل من الله تعالى فأسرعوا إليه بالإيمان و التصديق وعلموا أن الله قد أعلمه بالملأ الاعلى وخصه و أعطاه رتبة ليست لغيره في زمانه…ورأوا أنه ينزل لهم العلوم من عالم ملكوتي إلى عالم الحس وبحكم الولاية ففي قراءة الألف المقدر في كنه الهاء يعني في الجمع الكلي يمكن تنزيل العلم الوهبي للحس

والرسل قد جعلهم الحق واسطة بين الخلق و الحق لذلك كانوا يتنزلون لصغير العقل وكبيره وهكذا كان حال المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يخاطب كل واحد على قدرعقله يخاطب الشاعر والتاجر والفلاح و العجوز و الأعراب…لذلك من كان يدعي أنه على السنة و تجده لا يجالس من هم دونه من الفقراء فهذا خلاف السنة إن لم يكن تعجرف وتكبر…فينبغي ان تتعلم كيف تنزل ما رأيت من العلوم والغيبيات التي عرفتها الى واحد لا يعرفها على شكل علم مفهوم واضح فهذه هي السنة النبوية…وهذا هو نصيب الفقير من الألف المقدر في هذه الحضرة فالكلام والإبداء و الإظهار على حسب العقول يعني تنزل ما هو علوي إلى الحس بما يناسب كل عقل

واعلم انه لما كشف المرسل إلى المرسل إليهم الرداء و أفهمهم على قدر عقولهم فوجدوا هذا الشخص العادي في ظاهره عنده علم إلهي وفيض رباني لا يستطيعون عقله بعقولهم البسيطة لأن علمه مما وراء العقل…فصدقوه و آمنوا به فبدأ يعرفهم بالأعمال التي تقربهم إلى الحق تعالى و أعلمهم بما خلق الله تعالى من الممكنات التي لا علم لهم بها…وهكذا أتى الرسل كل في زمان ومكان معين وكلهم صادق في دعواه وكلهم يصدق الذي كان قبله من الرسل و يصدق ويبشر بالذي سياتي بعده…لذلك عليك محبتهم جميعا دون تفريق والرسل جميعهم لم يختلفوا في الأصول و إنما إختلفوا في الفروع لان الأصل واحد فكلهم يعود إلى النقطة الكنزية التي فوق الألف وهي واحدة فعودتهم واحدة…فكلهم سنده توحيد الله تعالى فسيرهم سير واحد و الإختلاف في الشرائع و الأحكام قال تعالى في سورة المائدة : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) الأية 48…فالشرائع و المناهج والاحكام إختلفت من نبي لأخر بحكم إختلاف الزمان والمكان كما أنه ينبغي ان تعلم أن كل الرسل أتوا بالتقييد إلا نبينا صلى الله عليه و آله وسلم أتى بالإطلاق لكل الخلق

والإيمان ياتي بعد ظهور الرسل و اما الذين لم يؤمنوا غلبت عليهم حب الرئاسة على بني جنسهم فالمشكلة بمن لم يؤمن بالنبي وليس بالنبي فلو اظهر الله تعالى النبوة فيه لما قال شيئا أما وقد نزلت في غيره فلا يقبلها تكبرا كما حكى الله تعالى عنهم في كتابه العزيز في سورة الزخرف : (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) الاية 31…أما أهل الألباب والعقول فصدقوا و امنوا كما قال تعالى : (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) آل عمران الأية 18..لم يقل أولوا الإيمان إنما قال قال أولوا العلم لأن الشاهد لا يشهد إلا عن علم و إلا بطلت شهادته فالعلم يسبق الإيمان لذلك عطف الملائكة و أولوا العلم على نفسه بسبب العلم الذي ألقاه

بالتجلي على الملائكة شهدوا وحدانية الحق تعالى اما العلم بالبرهان العقلي فهو خاص بأهل العلم….و الإيمان لا يصح وجود حتى ياتي الرسول والرسول لا يثبت إلا بعد أن يعلموا أن الله واحد لا شريك له والرسل قبل بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يرسلون إلى قومهم خاصة فمن لم يرسل لهم وعلموا بالفطرة أنه لا إله إلا الله حتى ولم ينطقوا بها فلهم الجنة اما بع بعثت النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد من الإيمان به علما وقولا وفعلا حتى تدخل الجنة لأنه مبعوث للعالمين

واعلم انه لا بد للرسول أن يكون يعلم انه يجوز للحق تعالى أن يرسل رسولا لكل من هم من جنسه أو حتى من غير جنسه كالجن وبنفس القاعدة الذي له شك في طريق الله تعالى و أن الحق تعالى يقذف في قلب المريد النور فليس له حظ في الطريق فلابد ان يسبق العلم

و الإيمان هو التصديق بأن هذا رسول من عند الله تعالى وفي الطريق إذا كان لك شك في ان هذا شيخ صادق فليس لك حظ في الطريق فلابد من اقتضاء النية وهي باطنية وهي علاقة لا سلكية بينك وبين نفسك والله تعالى ولتصدق يجب أن ترى دلائل ودلائل الشيخ قذف النور في القلب

واعلم أنه إذا ظهر صدق الرسل وجب الإتباع و أول رسالة يرسلها الرسول لقومه هو قول لا إله إلا الله وهي تتكون من 12 حرفا قد كتبت كلها بحروف الإسم ” الله ” فاولها جمالي ووسطها تشريعي ونهايتها فهم ولائي…فإذا قال العالم لاإله إلا الله سمي مؤمنا لكونه قالها إتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه مرتبة العالم بتوحيد الله تعالى من مقام الرسالة

و الرسول هو الذي يظهر العلوم الغيبية الملكوتية في أمر حسي أيني لقوم من الأقوام أو هو الذي يخبر بما كان و سيكون…وهذا الرسول يكون ذو نسب شريف من جهة امه وأبيه حتى ان هرقل لما سال أبو سفيان عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هو فينا ذو نسب…ولا ينكر هذا إلا جاحد فيكون عالما بالتوحيد وعالما بالله تعالى فيعلم أن الله تعالى واحد فرد صمد ويعلم ان هذا الإله يستطيع ان يرسل رسولا لأهل عشيرته وبني جنسه ففاق بذلك هذا الرسول أهل عشيرته في الإيمان والتصديق

أما أهل العقل والفطانة هم على دائرة عقلية في توحيد الله تعالى حتى لو جاءهم رسول تجدهم مصدقين للرسول عليه الصلاة والسلام لكونه جاءهم بعلم…وعكسهم من جحدوا و انكروا وهم أهل رئاسة وجاه فأرادوا ذلك لهم

Did you find apk for android? You can find new Free Android Games and apps.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى