الصلاة 3
اللهم بحق نور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلُح عليه أمر الدنيا والآخرة، نسألك أن تصلي صلاة إطلاق لا حد لها ولا انتهاء، على تُرْجَمان الأزل ولسان الأبد سيدنا محمد النبي من جعلته قرآن ذاتك وفُرْقَان صفاتك، فاندرجت الحقائق كلها في غَيْهَبِ حقيقته وانطوت المكنونات كلها في صَدَفَة هَيْكَلِيَّتِه.
فهو يَعْسُوفُ[1] الأرواح الهائمة في عَظَمُوت الذات، المُتَلَذِّذَة بحُسْنِ جمالها المطلق السَّارِي في عوالم التَّكَوُّنات، الدال على نفسه بقوله ” من رآني فقد رآى الله ” والمدلول عليه بقول الحق ” إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله“.
المتخلق باسم الجلالة فهو على خُلُقٍ عظيم، المرآة الحقية التي من نظر فيها عرف نفسه ومن غاص فيها فَهِمَ سره ومن تحقق بها كان عَينَه.
فحققنا اللهم بحقيقته في كل ذرة من ذرات ذواتنا، حتى ينعكس حسنه المطلق في قَيْد أشباحنا، فنرى ببصره ونسمع بسمعه ونبطش بيده ونمشي برجله، فنتطهر بنوره من دَرَنِ ظلمات نفوسنا يا أرحم الراحمين.
[1]اليعسوف أو اليَعْسُوب :ملِكة النحل،يعسوبُ قومِهِ : رئيسهُم وكبيرُهُم ومقدَّمُهُم والجمع : يعاسيب