شهد القطر الجنوبي من المملكة المغربية الشريفة أدام الله عزّها حدثا مهمّا تاريخيا ختمت به الزاوية الكركرية سنة 2020 والمتمثل في مشاركتها رسميا للقضية الوطنية المقدّسة التي تعنى بمغربية الصحراء ، حيث أبى شيخ الزاوية الكركرية سيدي محمد فوزي الكركري إلا أن ينطلق بنفسه في مسيرة وطنية روحية من مقر الزاوية الكركرية بالعروي مرورا على مدينة أكادير ثم تيزنيت وإقليم أسا الزاك والمحبس ثم العيون والداخلة وصولا اليوم إلى معبر الكركارات حيث التف من حوله بعثة مؤسسة الجائزة الإفريقية وممثل مريديه عن جمهورية موريتانيا وكذا آخرون من الدار البيضاء والرباط وطنجة مع بعض المحبين وسكان المنطقة الوطنيين محتفين ومجتمعين بقلب رجل واحد على شعار المملكة الشريفة الله الوطن الملك .
تأتي هذه الزيارة لمنطقة الكركارات وباقي الأقاليم الجنوبية المغربية استجابة للروح الوطنية وقيم الدفاع عن سلامة واستقرار الوطن والتأكيد على أمنه ودوام المحبة التي طالما شملته منذ زمن التأسيس كما كانت زيارة تنويه وتأييد لحزم القرار السديد المجمع على مغربية الصحراء وشدا على عضد القوات المسلحة الملكية المغربية وجهودها المبذولة لأجل تحقيق سلامة وأمن القوافل التجارية وضمان تيسير مرورها إلى باقي دول غرب إفريقيا مع صدّ محاولات الإغلاق الفاشلة التي تتحرش بها المرتزقة أعداء وحدة المملكة الترابية .
مسيرة جددت سالف سلوك التصوف المغربي الذي يواكب سعي المبادئ الوطنية لتكريس قيم السلام وجهود تحقيق النهضة والتنمية التي تخول للمواطن الحياة الكريمة في ظل التطورات الاجتماعية و الاقتصادية تحت رعاية وسديد حكامة العرش العلوي المجيد والدولة الموحدة.
كما تضمنت المسيرة زيارة مباركة لموقع بناء مسجد الكركارات الكبير الذي سيفتح أبوابه أمام المؤمنين في غضون 12 شهرا، والذي انطلقت أشغال تشييده وفقا لمعاير المعمار الإسلامي بتعاليم سامية لصاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله وذلك بمناسبة الذكرى ال65 لاستقلال المملكة المغربية الشريفة ،حيث أدّى الشيخ سيدي محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه على طهور تراب بقعة المسجد ركعتين شكرا لله على نعمة الأمن والاستقرار ودفع كيد الأشرار سائلا المولى عز وجلّ كما قد شاهدنا طيلة سفره وفي كل محطات السير كذا بعد انصرافه من المسجد بالتهليل مع بقية الوفد أن يحفظ مملكة المغرب ويمكّن عزّها الذي كتبه الله لها ويحوطها بخيره ويكلأها بعين رعايته تحت قيادة سلطان المملكة الشريفة جلالة الملك سيدنا محمد السادس نصره الله وأدام ظله وأبقاه ذخرا وحصنا للوطن والدين ، داعيا بجوامع الخير وتمامه للأسرة العلوية الملكية الشريفة كذا ولاة وعمال المملكة والسلطات الساهرة على الأمن والسلامة وراحة المواطن وخاصة مرابطي حدود المملكة الشريفة وكذا المغاربة والأمة الإسلامية والمسلمين مع انصرام العام القديم وحلول خير الجديد أن ينشر رحمته ويملئ خلقه منها ويرفع البلاء ويوسع المحبة والسلام في قلوب البشرية جمعاء مع مزيد الخير والوصل والتراحم.