بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما…وبعد
لما بدا فى الأفق نور محمد كالبدر *** كالبدر فى الإشراق عند كماله
قامت الزاوية الكركرية بمناسبة ذكرى خير البرية و الهدية الرحمانية و القبضة الأصلية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بإحتفال كبير بهيج يحاول أن يحاكي ذرة من عظمة المناسبة فرحا برسول الله…وعشقا لرسول الله…وتعلقا برسول الله
ولقد كان حفلا تحفه الأنوار وتكتنفه الأسرار وتحيا به القلوب و تستيقظ به العقول…حضره ما يقارب ألف مريد لحضرة المجيد ولكل امرئ منهم ما نوى وما يريد، قادتهم المحبة من كل صوب وحدب، وباعث المحبة ليس له حد، وهي الجامعة للقلوب و الاجناس على محبة سيد الناس صلى الله عليه وسلم، ولقد حضر لهذه المناسبة الجليلة فقراء وفقيرات من عدة مدن مغربية كوجدة و تاوريرت و الدار البيضاء و عين بني مطهر و مراكش و الدرويش و الناظور وغير ذلك، ولقد كانت كل من : الجزائر وتونس و مصر و فرنسا و هولندا وبلجيكا و اسبانيا و التشاد ، ونجيريا و السنغال وتركيا…حاضرة بمريديها من أهل النسبة الكركرية للإحتفال وتجديد البيعة مع رسول الله على كنه المحبة و الإتباع
ولقد افتتحت الليلة بآيات بينات من الذكر الحكيم ثم تلتها بعد ذلك كلمة ترحيبية بسبع لغات، ثم انشقت وردة الاحتفال بمسكيات من السماع الصوفي في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم شنف الأسماع، وتلته بعد ذلك باقة من الدروس باللغتين العربية والفرنسية، تنزلت في الأولى الأنوار بالحديث على أسرار الصلاة على النبي المختار، وتفتقت في الثانية ينابيع الحكم بالحديث عن غراس الدين لمعدن القيم، ولما كانت الليلة ليلة فرح وسرور، شارك فيه الكبير و الصغير، فقدم براعم الكركرية نشيدا تعانق فيه جمال المعنى مع جمال المبنى، ثم ساحت بنا فرقة السماع الصوفي للطريقة في كون الكلمات حتى هيجت الأرواح و اهتزت الأشباح في حضرة الفتاح، خُتمت بمسك الختام، بالدعاء للعباد والبلاد، ورُفعت بعد ذلك برقية ولاء و اخلاص للسدة العالية بالله مولانا أمير المؤمنين محمد السادس نصره الله و أيده
فصلى الله على سيدنا محمد دائما سرمدا عدد ما تعاقب عليه الليل و النهار و أشرقت عليه الشموس و الأقمار ووُلد فيه نوره في القلوب و الأبصار…و أعاد الله علينا هذه المناسبة بالمحبة و السلام و القرب مع التوبة و الإستغفار…أمين