بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين و بعد : إن الخيرات التي تتنزل من سماء القدوس على أرض النفوس تختلف طاقتها وبركاتها من وقت لأخر على حسب التجلي الإسمي و الصفاتي الخاص بكل نفس ولحظة ولقد جاءت الشريعة المشرفة لتخصص بعض الأوقات و الشهور وتوضح ما فيها من البركات و المكرمات حتى يتعرض إليها العباد ويكونون على استعداد باستقبالها…فمن تلك الموائد الربانية دخول شهر الله المعظم المسمى بمحرم ولقد روى وهب بن جرير عن قرة بن خالد عن الحسن، قال: إن الله افتتح السنة بشهر حرام وختمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم، وكان يسمى شهر الله الأصم من شدة تحريمه، و أخرج النسائي من حديث أبي ذر _رضي الله عنه_ قال:” سألت النبي _صلى الله عليه وسلم_: أي الليل خير وأي الأشهر أفضل؟ فقال: “خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم”، وإطلاق النبي _صلى الله عليه وسلم_ في هذا الحديث أفضل الأشهر، محمول على ما بعد رمضان، كما في رواية الحسن المرسلة” . ولقد صادف دخوله وفي اليوم الثاني منه احتفالا بهيجا عطرا بذكر الله تعالى والصلاة على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أجرته الطريقة الكركرية اجتمع فيه المريدون لذكر الله تعالى من بقاع شتى لم يجمعهم إلا ذكر الله تعالى ونور رسول الله صلى الله عليه وسلم…فحضر فيه فقراء المغرب من مدن عديدة وفقراء فرنسا و السنيغال و ساحل العاج وتونس فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتعرضين لكل خير المبتعدين عن كل شر آمين يارب العالمين