قامت فضائية فلسطين اليوم التي تبث برامجها على قمر نايل سات…في برنامجها الأسبوعي إسلاميون الذي يقدمه الإعلامي الكبير والباحث القدير ممدوح الشيخ…تخصيص حلقة عن الطريقة الكركرية تحت عنوان : الكركرية صوفية الزوايا و نصير الفقراء
وذلك بإستضافة الدكتور محمد سلامة خبير في شوؤن التصوف والدكتور مصطفى زهران باحث متخصص في شؤون الطرق الصوفية اللذين قاما بإغناء الحوار حول هذه الطريقة…والذي كان يدور حول الإجابة عن الأسئلة التالية
ما موقع الكركرية من التاريخ العريق للتصوف المغاربي؟
ما رمزية الزاوية في حركتها؟
هل للطريقة دور خارج نطاق الدور التقليدي للتصوف؟
ولقد بدأ الحديث عن نشأة التصوف في المغرب بشكل عام ودوره الإجتماعي والديني….وكون التصوف متجذر في الشخصية المغربية لذلك كان التصوف ولازال مقوما أساسيا من مقومات الهوية المغربية إلى جانب العقيدة الأشعرية و المذهب المالكي تحت رعاية إمارة المؤمنين
ثم كان الحديث عن نشأة الطريقة الكركرية من خلال ذكر الشيخ الكبير سيدي محمد بن قور الوكيلي رضي الله عنه دفين جبل كركر..مرورا على الشيخ سيدي الحسن الكركري رضي الله عنه بتمسمان وكون الطريقة الكركرية لم يكتب لها الظهور إلا على يد الشيخ المجدد سيدي محمد فوزي الكركري رضي الله عنه نظرا لتأثيره الروحي الكبير
ثم تم التعرض إلى كيفية ظهور هذه الطريقة القديمة الجديدة…وأنها طريقة جمعت بين الأصالة والمعاصرة وانها طريقة تدعوا إلى الصفاء الروحي والجد والإجتهاد في العبادة وطريقة وكونها أحيت التصوف المغربي القديم شكلا من إلباس المرقعة نسبة إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـــــ والتي كان يلبسها من أعلام المغرب سيدي أحمد بن عجيبة الحسني رضي الله عنه ومولاي العربي الدرقاوي رضي الله عنه وغيرهم كثير وكانت من أصول طريقتهم ــــ ومضمونا من تزكية وتربية للنفس وترقية للروح في بحار المشاهدة
ثم تم التعرض إلى بعض المقاصد التي من أجلها ظهرت هذه الطريقة و تتمثل أساسا في بث الهدي الأخلاقي والروحي المنبعث من القرآن الكريم لكون هذه الطريقة متمسكة بالكتاب والسنة من مذهب مالكي و عقيدة أشعرية مع التشبث بأهداب العرش العلوي المجيد
ثم أشاروا إلى مقام المشاهدة التي هي من أصول الطريقة الكركرية وهي من صميم التصوف السني بل هي روح الدين الإسلامي حيث ورد في صحيح البخاري عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله: ( الإحسان ان تعبد الله كأنك تراه ) فأرقى انواع العبادة هي التي تكون على بساط الحضور..وكذا تم الإشارة إلى المشاركة النسوية في الطريقة ودورها…والتي تعبر عن عدم وجود الطبقية في هذه الطريقة وإقبالها على جميع أطياف المجتمع
ثم تم التعرض إلى مشاركات الطريقة داخل المغرب وخارجه في المؤتمرات و الندوات العلمية…ثم تم الحديث عن مستقبل الطريقة و عن الانتقادات التي وُجهت لها وبعض المأخذ التي أخذت عليها سواء على المرقع أوعلى بعض المعاني والحقائق الإيمانية عندها كمشاهدة النور المحمدي…غير أننا إذا أزلنا مقام مشاهدة النور المحمدي من التصوف سنكون بذلك قد طمسنا حقيقة التصوف لأن هذا المقام هو الذي كان يدعوا إليه الجنيد وكل صوفية المشرق والمغرب على حد سواء وما الطريقة الكركرية إلا واحدة من الطرق التي دعوا إلى مثل ما دعا إليه المؤسسون الأوائل وإستنادهم في ذلك المقام قوله صلى الله عليه وسلم : ( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ) رواه البخاري…فهذا الحديث واضح بلا تأويل ولا تخصيص حيث ينتفي المخصص
وتُعد هذه هي المرة الأولى التي يتناول فيها أساتذة متخصصون في الشأن الصوفي خارج المغرب مناقشة قضايا طريقة صوفية مغربية بهذا الشكل المشرف…فمن هذا المنبر نتوجه بالشكر إلى صاحب القناة وكل العاملون فيها وإلى مُقدم البرنامج والباحثون المشاركون فيه فشكرا جزيلا لكم
فيديو الحلقة كاملة